متابعة: مسلسل سابع جار الحلقة “43,44”سبب اهتمام المصريين بهذا المسلسل! هل جسد المسلسل حقيقة ام خيال مؤلف؟

حمل إلينا مسلسل «سابع جار» إفرازات الطبقة المتوسطة الجديدة، بعضها بالقطع صادم مثل علاقات خارج إطار الزواج والمفهوم الجديد للجسد، والنظرة المغايرة فيما يخص العلاقات بين الجنسين.

متابعة: مسلسل سابع جار الحلقة “43,44”سبب اهتمام المصريين بهذا المسلسل! هل جسد المسلسل حقيقة ام خيال مؤلف؟.

والبعض الآخر كان منحة من الماضى عن الجيرة كمعنى هام فى الحياة، ومسائل أخرى عن الاجتماع الإنسانى فى لحظات الفرحة أو الحزن، الأمومة والحب، التآلف والاندماج حتى ولو كان بصبغة 2022!.

«سابع جار» واقعى رغم جرأته، نرفضه ونقبله فى آن واحد، نلعنه ونشاهده فى نفس الوقت، يدهشنا ويحزننا كذلك، يعرينا ويسترنا من مشهد إلى آخر، محاولة للتمرد، مباشر فى نقل رسالته، سطحى فى أوقات كثيرة، غير أن وصوله إلى الناس يستحق الدراسة!.

لقد نجح المسلسل لأنه بلغة 2022، فجاء ترجمة للحظة الحالية حتى لو خالف عادات وتقاليد تخضع بالأساس لأحكام الواقع والظروف الاقتصادية والاجتماعية، مجتمع العمارة الذى كان تعبيرا عن الطبقة المتوسطة المتعلمة حمل أيضا تشابكاتها مع الطبقات الأخرى، سواء العليا أو الدنيا، فأخلاق الاستقرار والأمن عندها زاحمتها أيضا أخلاق الطبقات العليا وكذلك الدنيا، سواء بنهم الأولى أو غريزة البقاء لدى الثانية.

بالتأكيد لسنا هنا فى مجال المقارنة مع أعمال الراحل العظيم أسامة أنور عكاشة التى تناولت الطبقة المتوسطة، فالمقارنة فنيا وروائيا ليست فى صالح «سابع جار»، نحن فقط نسجل هذا الاهتمام غير المسبوق للمصريين بعمل درامى فرفعوه إلى الكلمات الأكثر انتشارا على محركات البحث وتصدر «التريند» فى مصر لأسابيع!.

حالة الجدل التى صنعها «سابع جار» عكست أيضا قوة السوشيال ميديا فى التأثير على اتجاهات الناس، فقد باتت المؤشر الذى يحرك الجمهور، سواء سلبا أو إيجابا تجاه قضية ما، ويمارسون فيه حريتهم، حتى ولو كان ذلك التأثير محدودا بوقت الاهتمام أو «الهرى» كما يحب البعض وصفه، وفى السوشيال «الهرى ينسى بعضه بعضا»!.

«سابع جار» اقتحم غالبية المصريين، لأن صانعيه كانوا مثل الصيادين وضعوا طعما فى العمل، فتخاطفه الناس كالأسماك، وشوش طبيعية، ممثلون لا يعرفهم الجمهور، تفاصيل فى الحياة يصادفها الناس فى أيامهم، أنثوية فى مقابل ذكورية متسلطة، حضور الشباب فى الرواية، الخروج عن العرف، تناقضات البيت المصرى، التدين الشكلى، مجتمع محافظ فى الظاهر، متحرر فى السر.

«عيلة الدوغرى» التى جسد فيها نعمان عاشور تجليات مرض الطبقة المتوسطة عام 1990، أعتقد أن «سابع جار» استكمال لما بدأته، هى حكاية عما وصلت إليه الطبقة المتوسطة، لا نجد فيها بالطبع شخصية مثل «على الطواف»، لكنها اقتراب جرىء من الواقع، أكسبه جماهيرية سيحاول الغير تقليدها أو التماس مع المساحات التى اقتربت منها.

لا يمكن أن تحكم على «سابع جار» بمنطق الفضيلة أو أنه بمثابة دعوة للانحلال، فهذا الاستنتاج قاصر، هو مجرد عمل يعكس بعضا مما نراه، فالأمر ليس بهذا الاكتمال، سواء بالتنازل عن الفضائل أو التمسك بها، فلم يصنع مسلسل واقعا من قبل!.

ليشكر أصحاب العمل جمهور مواليد ما بعد 1980 الذى صنع ذلك الانتشار، ومنح المسلسل كل هذا التأثير لأن هذا الجيل وما يليه هم الفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعى!.

حيث انه لم يكن «سابع جار» سوى إعلان عن حلقة أخيرة فى مسلسل الطبقة المتوسطة فى مصر، تلك الطبقة التى تدفع الأثمان دوما، وتغيرت صعودا وهبوطا على مدار تاريخ مصر الحديث، من تحولات ما بعد 1952 حتى إعلانها عن نفسها فى يناير 2011، بكل ما فيها من سوءات ومزايا، مثالية وانتهازية، وعى وجهل، محافظة وليبرالية، طموح وإحباط، انتصار وانكسار..

https://youtu.be/nX58oOSp0Oo?t=2

ميريهان عبد العزيز

كاتبة بموقع الوعد الأخباري وأهتم بالموضة.