من هو عصام زهر الدين! /مقتل اللواء عصام زهر الدين ,عصام زهر ويكيبيديا ,حيات عصام زهر |نحر عصام زهر الدين بالصور

ذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، أن اللواء عصام زهر الدين لعب دورا هاما في فك الحصار عن مدينة دير الزور، مشيرة إلى أن العسكريين الروس أشادوا بالتضحيات التي قدمها زهر الدين في الحرب ضد الإرهاب.

من هو عصام زهر الدين! /مقتل اللواء عصام زهر الدين ,عصام زهر ويكيبيديا ,حيات عصام زهر |نحر عصام زهر الدين بالصور .

هذا وكان الراحل زهر الدين، العميد بالحرس الجمهوري، وهو من مواليد بلدة التربة في محافظة السويداء العام 1961، قد قتل أمس الأربعاء، في انفجار لغم بمنطقة حويجة صكر في محافظة دير الزور.

وقد رقي هذا الضابط إلى مرتبة لواء شرف بعد وفاته، ومن المقرر أن يوارى جثمانه الثرى غدا الجمعة في مسقط رأسه حيث كشفت وسائل إعلام روسية، اليوم الخميس، أن وزارة الدفاع الروسية تنوي تكريم اللواء عصام زهر الدين، الذي لقي حتفه بانفجار لغم في مدينة دير الزور، بوسام دولي.

وقد تحدث الدكتور نضال قبلان سفير سوريا السابق لدى تركيا والصديق المقرب للشهيد اللواء عصام زهر الدين عن أشياء لا نعرفها عن الشهيد: جيش يحارب قادته في الصفوف الأولى لا بد من أن ينتصر، عصام زهر الدين الإنسان الذي لا يعرف الكثيرون عن شخصيته التي تتحلى بالتواضع وحب الناس ومشاركتهم بأفراحهم وأتراحهم، فعندما كان يأتي من دير الزور ليقضي نقاهة لأيام قليلة، كان يشارك الناس كل المناسبات ويتواجد في العزاءات وجنازات الشهداء ومن ثم يعود إلى الجبهة.

وتحدث الدكتور نضال عن حادثة ربما لا يعرفها كثيرون قائلا: ذهب اللواء عصام الدين ذات مرة إلى المشفى العسكري ورجله مصابة، فجبروا له رجله في منطقة الكاحل، وقال له الطبيب إنك تحتاج على الأقل ثلاثة أسابيع حتى نفك لك الجبصين وتشفى، ولكن لم ينتظر اللواء عصام زهر الدين هذه المدة، فذهب بعد أسبوع إلى المشفى وقال لهم: أنا شفيت، وأريد أن تفكوا عن رجلي الجبصين حتى أرجع إلى دير الزور، فقال له الطبيب: مستحيل، فقام اللواء عصام بفك الجبيرة عن رجله بنفسه، وحاول أن يمشي ولكنه لم يستطع المشي، فجاء الطبيب وقال له يا سيادة العميد ما الذي فعلته، أجابه إني شفيت، وعندما أراد المشي لم يستطع، عندها وضعوا له جبيرة جديدة مرة ثانية، وبقي فترة بسيطة حتى شفيت رجله وعاد إلى دير الزور ليقود المعركة ضد الإرهابيين.

وتابع الدكور نضال: مرة كنت عند أبو يعرب اللواء عصام زهر الدين في بيته وسألته، ألا تريد أن تعلق على صدرك وسام من أجل أن نتصور سوية للذكرى، فأجابني مشيرا إلى صدره وهو يريني مدخل طلقة رصاص كادت تقتله على صدره مرت على بعد 1سم من القلب، وكان آثار الجرح ظاهرا بشكل كبير، وقال: “هل هناك أحلى من هيك وسام”.

وأضاف الدكتور نضال: زهر الدين لا يعرف الخوف، وهو كان يرى الموت مئة مرة يوميا، كما كان دائما يحارب في الصف الأول في دير الزور، ولم يكن يختبئ خلف الجنود، ولم يكن يبحث عن مناصب ولا أوسمة، كان حلمه تحرير الوطن، والقضاء على الإرهاب الوهابي اللعين، عصام زهر الدين كان يتمنى الشهادة، وحصل عليها، وكرم بالشهادة، وهو الآن يسمعنا وأوقل له يا أبا يعرب هنيئا لك الشهادة التي طالما سعيت لأجلها، وطالما تمنيتها وكنت قدوة لكل من عرفك وحارب معك، ولكل من جمعته معك الدنيا، بأمثال هؤلاء ننتصر، فهم حاربوا على امتداد الجغرافية السورية.

وشاءت الأقدرا أن يستشهد في نفس المدينة التي حررها ورفاقه في مدينة دير الزور، فالشهيد علي خزام والشهيد عصام زهر الدين أصبحا رمزا للحرب على الإرهاب، ورمزا للوطن ولانتصارات الجيش السوري، هؤلاء القادة هم ذخيرة المستقبل، وسيكونون قوة دفع كبيرة لجنودهم الذين سيواصلون المشوار في تحرير الأرض من الإرهاب، ونحن نقول بعد استشهاد اللواء عصام زهر الدين إننا في الشهور الأخير من اجتثاث داعش من كامل الجغرافية السورية، وبعدها اجتثاث باقي الفصائل الإرهابية، وإنشاء الله خلال شهور قليلة نحتفل بالنصر العظيم، والحمد لله أن الشهيد عصام زهر الدين شاهد دير الزور محررة وهو على قيد الحياة، وروحه ستشهد الانتصار السوري العظيم، وستحضر أرواح الشهداء انتصارات سوريا وحلفائها في وقت قريب.

وقال الدكتور نضال أيضا عن الشهيد عصام زهر الدين: إن اللواء عصام زهر الدين كان يطبخ للجنود في كثير من الأحيان بيده مما هو متوفر، ويشاركهم الطعام، طبعا كانت ظروف الحصار قاسية جدا، ولكن نستطيع القول أن هذا جيش أسطوري، وهؤلاء ليسوا رجالا عاديين، وكان الشهيد عصام زهر الدين قليل الكلام، وقد كنت أستخدم كل خبرتي الإعلامية كي أحصل على أي معلومة منه، فهو لا يتحدث عن نفسه.

وتحدث لنا الدكتور نضال قبلان عن حادثة: كان يتجول اللواء عصام زهر الدين في شوارع دير الزير المحاصرة، وإذ بامرأة مع ابنتها الصغيرة تجلس في أحد الشوارع، فسألها ماذا بك فقالت ابنتي تريد حلاوة وهي غالية جدا جدا وسعرها 10000 ليرة ولا أستطيع شراءها، ولكن اللواء عصام بحث عن الحلاوة في السوق حتى وجدها واشتراها وأرسلها إلى بيت الامرأة.

وأضاف الدكتور قبلان أن الشهيد عصام زهر الدين وأمثاله من مدرسة تؤمن بالشهادة أو النصر، وكان دائما مبتسما، ولا يخاف الموت، عندما كنا نتحدث معه عن الموت كان يضحك، وكنت أقول له أنت مسرور لأنك أقوى من الموت، وكانت له مقولة شهيرة “من يخاف الموت فالموت يلحق به، ولكن من لا يخاف الموت فالموت يهرب منه”، هذه كانت فلسفته في الحياة، وهو لميكن يتحدث عن نفسه، بل كان ينسب كل الانتصارات إلى جنوده وإلى الذي يقاتلون على الجبهةضد الإرهابيين، ويقول أنا بدون هؤلاء الجنود لا شيء.

وما لا نعرفه عن اللواء عصام زهر الدين أنه أخذ ابنه يعرب إلى دير الزير، وأحيانا كان بصحبته أيضا ابنه الثاني مضر على الجبهات، ولكن كان يعرب يحارب معه في الصفوف الأولى وفي المقدمة على الجبهة، وعند فك الحصار عن دير الزور أرسل ابنه يعرب إلى قوات النمر العميد سهيل الحسن ليدخل معها إلى منطقة الساتر الترابي الذي كان يسميه ساتر النصر، نعم هؤلاء لا يعرفون الخوف، هؤلاء نقتدي بهم وبتضحياتهم، ولا يعلم الناس كم مرة أصيب اللواء عصام، فهو أصيب عدة مرات وكان يرفض أن يغادر الدير، وكان يقول لن أعود إلا بعد تطهير الدير وكل التراب السوري، ولن أعود إلا شهيدا أو منتصرا، وكان يقول أنا عسكري وأينما يحتاجني الوطن سأحارب، وأنا فداء للوطن.

ميريهان عبد العزيز

كاتبة بموقع الوعد الأخباري وأهتم بالموضة.